الدوبامين في الدماغ..ذكاء ورومانسية ورشاقة...ومآرب أخرى




الدوبامين في الدماغ..ذكاء ورومانسية ورشاقة...ومآرب أخرى

الدوبامين ببساطة هو ناقل عصبي يتم إنتاجه في مناطق عديدة من الدماغ له مستقبلات عدة لا يؤدي أي وظيفة بدونها هذه المستقبلات هي (D1,D2, D3, D4, D5) , يقوم الدوبامين بنقل الإشارات العصبية إلى هذه المستقبلات, وتؤدي معا وظائف عديدة بحسب المكان الذي أطلقت فيه داخل الدماغ, سنتحدث عن بعض هذه الوظائف في هذه المقالة على أمل المزيد في مقالة لاحقة:
الإدراك
نقص الدوبامين في القشرة الأمامية من الدماغ من الممكن أن يتسبب في تراجع الوظائف المعرفية مثل الذاكرة والإنتباه وحل المشكلات, كما يشارك اضطراب ونقص المستقبل العصبي D2 في تفاقم المشكلة حتى مع توفر الدوبامين.

البهجة والاستمتاع
السر في تكرارنا لمعظم سلوكياتنا اليومية الممتعة يقبع خلف هذه المادة، من كوب القهوة أو الشاي الذي نرتشفه صباحا, وحتى بعض السلوكيات الغير لائقة مثل إدمان الكحول والمخدرات والعلاقات الغير شرعية.
تناول المنبهات يطلق هذا الناقل العصبي ليشعرنا بالسعادة, وكذلك وجبة برجر سريعة, والكثير من المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة والحلويات, كلمة شكر مميزة قدمها لك أحدهم على إنجاز قمت به, هدية مفاجئة من صديق, صلاة خاشعة, اكتشاف مثير أو إبداع في طريقة التفكير, كلها سلوكيات تطلق الدوبامين في دماغك لتشعرك بالبهجة وتدعمك في تكرار هذا السلوك.
الحب واختيار الشريك
يثير هذا الاكتشاف الكبير الكثير من الجدل لدى الأوساط العلمية, فقد وجدت العالمة هيلين فيشر أن الإنسان يقع في الحب من النظرة الأولى بسبب تدفق هذا الناقل في الدماغ عندما يرى فردا من الجنس الآخر تنطبق عليه المواصفات التي كان قد جمعها في دماغه منذ سنوات عمره الأولى, وهو السبب الرئيسي لقبول الارتباط بالآخر, حيث كان سببا في إفراز هذا الناقل.
تنظيم إفراز هرمون البرولاكتين
في غياب الدوبامين يتم إفراز هرمون البرولاكتين في الدماغ باستمرار, مما يؤدي إلى استمرار إدرار الحليب وفقدان الرغبة الجنسية, لذلك فإن وجود الدوبامين في الدماغ يساعد على تنظيم إفراز هذا الهرمون منعا لحدوث الاضطرابات السابقة.
تناسق الحركة
وجود الدوبامين في الدماغ له تأثير كبير على توازن وتناسق حركاتنا, أما نقصه فيؤدي إلى حدوث الحركات الغير متوازنة والرعشة التي نراها لدى المصابين بمرض باركنسون (الرعاش).
نتائج الخلل في إنتاج أو إمداد الدماغ بالدوبامين
تدفقه بغزارة في المخ عن طريق مصدر خارجي كالمخدرات يؤدي إلى متعة بالغة لا تلبث أن تضمحل نتيجة ضمور المستقبلات كما وضحت في حملة المليار واعي بخدعة عقاقير السعادة، نفس الشيء يحدث مع مدمني الطعام, فمدمن الطعام أيضا يعاني من نقص في مستقبلات الدوبامين التي تضمر نتيجة لإفراطه في تناول الطعام لفترة طويلة.
أما نقص هذه المادة في الدماغ أو في المستقبلات العصبية اللازمة له فغالبا ما يسبب الشعور بالاكتئاب وما يصاحبه من ملل ولا مبالاة وانخفاض في الطاقة العقلية والجسدية وعدم الشعور بالحماس والتحفيز والفتور السريع وعدم الاستمتاع بمباهج الحياة وقد يؤدي إلى الإدمان على الكحول والمخدرات والطعام أو حتى اضطرابات فرط النشاط ونقص الانتباه ومرض انفصام الشخصية والرعاش
كيف نحصل عليه في حياتنا اليومية
كما ذكرنا سابقا فإن الأنشطة التي تبعث على البهجة والسرور هي بديل جيد لإنتاج الدوبامين ذاتيا داخل الدماغ, ويمكن أن تساعد مدمني الطعام في تقليل رغبتهم الملحة للأكل مثل الرياضة والمسابقات الرياضية, الاكتشاف وتغيير الروتين, الاجتماع بالأحباب والأصدقاء والعائلة, الهدايا والمكافآت والمفاجآت 
كيف نحصل عليه من الطعام
الحامض الأميني التيروزين هو أهم لبنة بناء للناقل العصبي الدوبامين, وهو يتواجد في منتجات اللحوم والدواجن والأسماك ومنتجات الصويا والمكسرات , كذلك اللوز والفاصوليا وبذور السمسم والأفوكادو والموز الناضج حيث تشير بعض الدراسات أن البقع البنية في الموز تشير إلى تركيز أعلى من هذا الحامض
توفر الحامض الأميني التيروزين ليس كل شيء لإنتاج الدوبامين, بل نحتاج لعدة فيتامينات ومعادن للمساعدة على تصنيعه مثل :
· حامض الفوليك الموجود في الخضروات الورقية والفواكه والفواكه المجففة منها خصوصا الزبيب والبقول والمكسرات
· النياسين ويوجد في منتجات اللحوم والألبان والكثير من الفواكه والخضروات كالطماطم والخضر الورقية والجزر والأفوكادو والمكسرات والبقول والحبوب الكاملة
· فيتامين ب6 يوجد في جنين القمح واللحم والكلى والبيض والسمك والخميرة وعين الجمل
· الحديد ويوجد في اللحوم والكبد والكلى وصفار البيض والعسل الأسود
ملاحظة هامة
أن تقوم بتنفيذ جميع النصائح السابقة من نظام غذائي وسلوك حياتي لا يعني بالضرورة أن جسمك سيستجيب, يبقى للعامل الوراثي دور هام في تقبل هذه التغيرات أو تجاهلها. لذلك لا تستغني عن نصائح الطبيب.

المصادر
مجلة علم الأعصاب المقارن
الطب النفسي البيولوجي
مجموعة النشرات الطبيعية
الجمعية البريطانية لعلم الأدوية النفسية
مجلة التغذية
springerlink
sciencedirect

0 التعليقات:

إرسال تعليق